• متفرقات >> دیگر

    سوال نمبر: 660

    عنوان: ألفاظ التعزیة ومضمون التسلیة لیست بمتعینة یختارھا ما یناسب

    سوال:

    بعد التحیات الغفیرة، علی من اقتفا بآثار الأنبیاء، وحذوا حذوهم، علی من هم مصابیح الدجی، والنجوم النیرات في غیاهب الظلمات، للأئمة الثکلی. وبعد فإن الغرض من التصریح بأننا معشر الطلاب وأهل العلم قد واجهنا ولا نزال نواجه الأزمات التي تکشف عن أنیابھا من جدید. معظمھا التي نصارعھا ھی جلسة التسلیة عقد والتعزیة التي تنعقد بعد الموتی بشکل تزھل العقول، کحلفة حارة راقیة.. سیما لما یأتي دور المعرة للغداء والعشاء التي تشبه عقد العرس والولیمة.

    فنطلب من سماحتکم الجواب لأسئلة التي نسردھا فیما تلي، کي یکون مسندا لنا باتعاظنا الناس:

    1- ما ھي الطریقة المسنونة من الکتاب والسنة تجاه التعزیة والترثیة؟

    2- ما ھو حکم تلاوة الجماعة التي تأتي ثلة ویقرأ واحد لھم آیة من القرآن الکریمں ثم یرفعون الأیدي ویدعون وھکذا یکررون مرة تلوي المرة بمجيء أي شخص جدید أتی من قشیب للتعزیة، حتی ثلاثة أیام؟

    3- ما ھو حکم الطعام تلک الندوة علی الحاضرین؟

    4- ما ھو حکم انعقاد تلک الحفلة بهذه الطریقة؟

    5- ما ھو حکم من ألزم بها؟

    فجزاکم الله عنا وعن المسلمین خیرا الجزاء إلی یوم اللقاء.

    جواب نمبر: 660

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (فتوى: 791/هـ=190/هـ)

     

    (1) ألفاظ التعزیة ومضمون التسلیة لیست بمتعینة یختارھا ما یناسب ولکن الأولی أن یقول «إن للّٰه ما أخذ وله ما أعطی وکل عنده بأجل مسمی فلتصبر ولتحتسب» (مشکوٰة شریف: ص150) أو یقول «أعظم اللّه أجرک وغفر لمیتك» (در مختار وغیرھا) أو یقول «ماشاء الله کان ومالم یشأ لم یکن غفر الله له وأسکنه جنة الفردوس وأفاض علیه شآبیب غفرانه أدعو الله تعالی أن یفرغ علی قلوبکم صبرا جمیلا وعلی من فقدتم أجرا جزیلا بلطفه ورحمته آمین». ولما توفی عباس رضي الله تعالی عنه عم رسول الله صلی الله علیه وسلم فعزّی رجل من ھل البداوة (القروی) وقرأ التسلیة ابنه (عبد الله رضي الله عنه) هذه الأبیات

                اصبرنکن بك صابرین فإنما               صبرالرعیة بعد صبر الرأس

                خیرمن العباس أجرك بعده             والله خیر منك للعباس

    و قد نقل أن ھذه الأشعار لما سمع عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما اطمان وسكن قلبه رضي الله عنه و من كان بعیدا من أهل المیت ولم یمكن له الحضور عندھم وكتب التعزیة فقد أدی السنة، ولما توفی في الیمن ابن معاذ ابن جبل رضي الله عنه فكتب النبي صلی الله علیه وسلم رسالة یعزّیه في ابن له وهذا الرسالة العزیزة المنیفة في حصن حصین ص180(في المنزل الخامس)

    (2) ھذه الطریقة المذكورة في الاستفتاء لیست بثابتة من رسو ل الله صلی الله علیه وسلم ولا من الصحابة رضي الله عنھم ولاممن اتبعوھم بإحسان رضي الله عنھم، نعم قد ثبت أن ثواب تلاوة القرآن وغیرھا یصل إلی المیت وغیره وحاصله أن من قرأ عند القبر أوفي بیته أو في أي موضع كان ودعا وقال اللّهم أوصل ثواب هذه إلی فلان... یجوز وفي الفتاوی ردالمحتار صرّح علماوٴنا في باب الحج عن الغیر بأن للإنسان أن یجعل ثواب عمله لغیره صلاةً أو صوماً أوصدقة أو غیرها... وهو مذهب أهل السنة والجماعة اھ (تحت مطلب في القراء ة للمیت وإهداء ثوابھا له، ج1، ص605، باب الجنائز)

    (3) إن كان هذا الطعام اتحذ من تركة المیت وفي الورثة صغار أو كبار لكن لا تطیب قلوبهم فلا یجوز أن تأكل تلك الندوة الندوة والحاضرین وإن كان هیأ هذا الطعام من غیر تركة المیت من الورثة البالغین أو من غیرهم فھو من قبیل البدعات القبیحة فیجب الاحتراز عنھا وعن الأكل والحضور فیھا وفي الفتاوی رد المحتار معزیا إلی فتح القدیر ویكره اتخاذ الضیافة من الطعام من أهل المیت لأنه شرع في السرور لا في الشرور وهي بدعة مستقبحة روی الإمام أحمد وابن ماجة بإسناد صحیح عن جریر ابن عبد الله كنا نعد الاجتماع إلی أهل المیت وصنعهم الطعام من النیاحة اھ وفي البزازیة ویكره اتخاذ الطعام في الیوم الأول والثالث وبعد الأسبوع ونقل الطعام إلی القبر في المواسم واتخاذ الدعوة لقراء ة القرآن وجمع الصلحاء والقراء للختم أو لقراء ة سورة الأنعام أو الإخلاص والحاصل أن اتخاذ الطعام عند قراء ة القرآن لأجل الأكل یكره وفیھا من كتاب الاستحسان وإن اتخذ طعاما للفقراء كان حسنا اھ وأطال في ذلك في المعراج وقال وهذه الأفعال كلھا للسمعة والریاء فیحترز عنها لأنهم لا یریدون بھا وجه الله تعالی اھ (تحت مطلب في كراھة الضیافة من أهل المیت في باب الجنائز: ج1، ص603، مطبوعة نعمانیة)

    (4) قد كتبنا حكم انعقاد تلك الحفلة في الجز ء الثاني والثالث .

    (5) من ألزم بھا فقد عصی وقال الله ومن یعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبینا (سورة الأحزاب) وانعقاد جلسة التسلیة والتعزیة التي تشبه عقد العرس والولیمة فتجاوزٌ عن أوامر الله ورسوله وقال الله تبارك وتعالی ومن یتعدد حدود اللّه فقد ظلم نفسه (سورة الطلاق) والحاصل أن أصل التعزیة والتسلیة سنة وھو أن یقول بلسانه أو یكتب في رسالته مضمون التعزیة لأهل المیت كما أوضحناه في الجزء الأول، ومن ازداد علیھا من انعقاد الحفلات والجلسات وصنع الطعام وغیرھا من الواجبات واللوازمات ماشاع في زماننا فلیست بثابتة من النبي صلی الله علیه وسلم ولا من الصحابة رضي الله عنهم ولا من السلف الصالصحین رحمة الله تعالی علیھم أجمعین بل ھي أقبح البدعات في هذا الزمن.


    واللہ تعالیٰ اعلم


    دارالافتاء،
    دارالعلوم دیوبند